لحجاب ، فرضه الدين الإسلامي على كل امرأة مسلمة كنوع من السترة و منع للفتنة ، و لكن هل عندما تضع المرأة حجابها ستتمتع بكل حقوقها؟
كثيرات هن النساء المحجبات في مجتمعنا المغربي و كثيرات كذلك هن النساء الغير محجبات و لكن من بين هاتين الفئتين نجدهن الأكثر حضورا في سوق الشغل ؟
فالمغرب الذي يعتبر دولة إسلامية تطبق أصول الشريعة و الدين الإسلامي لا نجده يسير على كل تلك الأصول عندما نجد المرأة الغير المحجبة هي صاحبة الأولوية لولوج سوق العمل .
في بعض الشركات تمنع من هي محجبة من العمل حتى و لو كانت أكثر كفاءة من تلك التي لا تضع الحجاب ،فحسب الفلسفة التي تسير عليها مثل هذا الشركات ، المحجبة لا تستطيع الترويج لسلعهم لأنها متحفظة من ناحية الشكل و حتى المضمون ، و طبعا ما يهمهم بالدرجة الأولى هو الربح المادي و بالتالي بما أن تلك المتبرجة ستحقق لهم مبتغاهم فإذن لما البحث عن غيرها و التي سيكون معها الربح غير مضمون .
ربما سيصبح من الأجدر على المرأة أن تدون وضعها أو عدم وضعها للحجاب في سيرتها الذاتية هكذا لن تتكبد عناء التحضير لمقابلة العمل و أن تتأمل الحصول على وظيفة لن تكون من نصيبها لمجرد أنها محجبة.
فرغم التقدم الفكري لمجتمعنا إلا أننا لازلنا نلاحظ سيطرة التفكير السطحي على البعض ، إذ أنهم يعتبرون المرأة كسلعة أهم شيء فيها هو مظهرها أما ما تحمله من كفاءات و خبرات يأتي في الدرجة الثانية .
وقد تسبب هذا الوضع في خلع بعض النساء لحجابهن فقط لأنهن لم يتوفقن في الحصول على عمل ، و هذا سبب لا يبيح لهن ما فعلنه و لكن اللواتي لا يملكن الإرادة القوية بالإضافة لظروفهن المادية الصعبة سيجدن أنفسهن مستسلمات لرغبات مسيري مثل هذه الشركات ، فقط حتى يتمكن من الحصول على وظيفة ستوفر لهن مصدر دخل شهري تستطعن بواسطته إعالة أسرهن.
هذا فيما يخص سوق العمل بصفة عامة و لكن إذا خصصنا كلامنا بالحديث عن مجال الصحافة و الإعلام بالضبط الذي يعتبر المنبر الذي يعكس صورة المجتمع المغربي و الذي تعتبر المرأة المغربية جزءا منه ، نجد أغلب إعلامياتنا نساء غير محجبات ، فهل تعجز المرأة المحجبة بأن تكون إعلامية ناجحة أم كما و سبق الذكر القنوات تنتقي من هن غير محجبات للظهور على شاشاتها.
و لكن لا ننكر بأن هناك بعض الفضائيات العربية التي أصبحت تمنحن الفرصة لبعض الإعلاميات المحجبات للظهور ، و بالحديث عن قنواتنا الوطنية نجد إعلامية وحيدة تظهر بصفة رسمية و دائمة و هي الصحفية عزيزة لعيوني .
فكثيرات هن الإعلاميات المغربيات اللواتي حرمن من الظهور على الشاشة لمجرد أنهن ارتدين الحجاب.
و الآن بعد تولي السيد عبد الإله بن كيران منصب رئيس الحكومة هل سنجد المحجبات تتقاسمن سلسلة برامج قنواتنا مع نظيراتهن من الإعلاميات الغير محجبات ؟
و هل انفتاح الإعلام على المحجبات سنجده كعدوى تنتشر لتجعل باقي مجالات الشغل تمنحن المرأة المحجبة الفرصة لتحقيق ذاتها دون قيود ؟
هل الحجاب مقياس يحدد مصير المرأة المهني ؟
نعم
لا